السبت، 7 يناير 2012

دراسات في تذوق الشعر: في ذكراه الثالثة عشرة:فراج الطيب الذخيرة الحية واللحون المجرحة

(1)
منذُ أكثر مِن عقدٍ من الزمان غيَّبَ الموتُ "لسانَ العرب "الذَّرب الأستاذ الشََاعر،والنَّاقد اللاَّذع فرَّاج الطيِّب السرَّاج (   - أكتوبر1998م)،والَّذي يحاول التعريف بفرَّاج تكفيه الإشارةُ إلى عائلة" السَّراريج"المعروفةِ بأمدرمان؛ برموزها في التعليمِ والصّحافة ،والأدب والشِّعر،والعلمِ والمعرفةِ،وتكفيه الإشارةُ إلى "لسان العرب" البرنامجِ الإذاعيِّ المعروف في كلا طرفيِ وادي النِّيل (السودان ومصر)منذ ستّينات القرن الماضي عبر إذاعةِ وادي النيل من القاهرة أوَّلا،والإذاعة السُّودانيَّة"هنا أمدرمان "ثانيا،كما تكفيه الإشارة إلى البرنامج التلفازيِّ ذائع الصِّيت"فرسان في الميدان"بتقديمِ الإعلاميِّ الكبير الأستاذ حمدي بدر الدِّين،مثلما تكفيه الإشارة إلى البرنامج الإذاعيّ" مع أدباءِ الشَّباب" الذي قدَّمه مع الإذاعيِّ الأستاذ أحمد عبد المجيد.كلُّ أولئك يعرِّف بشعلةٍ متَّقدةٍ من العطاء الثقافيِّ تُسمَّى "فرَّاج الطيِّب" بالإضافةِ إلى جِلساتهِ العلميَّة في" صالون أبي روف"- بيتِه- وفي مدرستِه الثاَّنوية ؛تارةً يدارسُهُم الشّعرَ الجاهليَّ،وأُخرَى يفسِّرلَهم القُرآن الكَريم، يُضاف إليها كتاباتُه في زوايا أدبيَة بالصُّحف السودانيَّة مثلَ صحيفةِ "السُّودان الحديث"التي شَرَح خلالها "لامَّية العَرب"للشَّنفرى،شرحاً فيه من روحِ لُغةِ العَصر ذاتِ الحنين الوَاشِج  للشَّراح الأقدمين كالزَّمخشريِّ صاحبِ الكشَّاف وابنِ زاكور المَغربيّ أحدِ شرَّاح اللاَّميَّة ،وغيرِهما كثير. يُضافُ إليها مَقالاتٌ نقديَّة طرَّزَ بها صفحاتِ "مجلَة الخُرطوم" مُتعرِّضا فيها لكبار مَلئُوا الساحة َضجيجاً كـ "نِزار قبَّاني" وتلميذتِه الشَّاعرة الكويتيَّة سُعاد الصَّباح.
أماعلى الصعيد الرسمي فتكفي الإشارة إلى "مجلس الصداقة الشعبية"وعلى الرغم من أنه منصب سياسي له حساباته ومعادلاته المؤثرة على الشاعرإلا أنه شكل رئة  نفث من خلالها زفراته العروبية الحرى شاعرا أصيلا آلاته الجارحة مُدىً وخناجروذخائر استلها من كنانته الملأى من لغة عربية تعشَّقها وتسرَّبت إلى أعماق روحه ،ثم ناقدا مُرَّ المِراس فيه من لذع النار - كما في كونه شاعرا- مثلت الذائقة الأدبية ملكة فائقة عنده يرفدها إحساسات منساحة بلاأخاديد ،دافقة ثجاجة أولها اعتداده بالأصل العربي(المِحتد)وقد بدت فيه الحكمة مع الإيمان"الإيمان يماني،والحكمة يمانية"كما يقرر الحديث الصحيح.
وإحساس آخر شديد الإعزاز بوالده الشيخ المعلم"الطيب السراج"المعروف بحفظه وتشرُّبه كتب التراث الأدبي،كأدب الكاتب لابن قتيبة وقد حفظه عن ظهر قلب،وبمذهبه في ارتداءعمامة امرئ القيس متنقلا بها من كلأ إلى كلأ،ومن عمد إلى عمد،ومن مدر إلى مدرفي النواحي السودانية،التي وصفها فراج لجمع من شعراء العربية في مربد بغداد أواخرثمانينات القرن الماضي(دار السلام تحية وقضية1988م طبعة دار الأصالة):
من السودان حيث الطلح تحنو
بواسقه على قزم الثمام
وحيث السيسبان ترف خضرا
ذوائبه فتهزأ بالسهام
يهامسها من الهجليج فرع
تلفت فوق شرفته القطامي
يقلب في غضون الجو عينا
تحاذر بأسها حزق اليمام
إذا مدت إلى الآفاق لحظا
تخرق دونه جسد الغمام
من السودان موطن كل حر
أبي لا ينام على اهتضام
يعلم كل جبار عنيد
معاني الانحناء والانهزام
أتيت وفي الضلوع أجيج نار
كشمس بلادنا حر اضطرام
دعتني للعروبة واشجات
أواصر وصلهن من الذمام
وإحساس آخرشديد العاطفة،راسخ العقيدة بأن السودان بلدعربي الهوية،مشى في شمسه المحرقة أبناء قحطان وعدنان:
لا تسمعوا أن بالسودان منصرفا
عن العروبة زور ذلك الخبر
تمشي العروبة في أوصالهم لهبا
فهم بما أحرقتهم نارها سمر
(2)
"الهوية"كلمة مصدرمنعدم في العربية إلا من قولهم "هو"- كما يعرفها فراج – أما مفهومها كقضية لدى فراج فهي ليست جدلية وجود أوعدم،أونفي أوإثبات كما يثبت آخرون عروبتهم وينفيها آخرون،ولكنها لوعة مثقف ينتمي حقا إلى أرومة عربية أصيلة في بلد تنامت فيه الدعوى بتعدد الثقافات والأعراق بغية التقليل من أهمية العنصر العربي بنفي وجوده الذي يثبته التاريخ حضارة باذخة وأواصر واشجة لا ينكرها إلا ذوغرض يريد أن ينال من الإسلام ليس كما تعلنه بعض شعارات السياسة وإنما كحقيقة يعيشها أبناء السودان عقيدة موروثة كابرا عن كابر،والحق أن الذي ينكر العروبة ينكر الإسلام ،لأن العرب مادة الإسلام بدونها لا يعرف للهوية ملمح لأن العرب هم أصل المكرمات غير مُنازَعين :
دعتني للعروبة واشجات
أواصر وصلهن من الذمام
وإني يعربي الجذم أدعى
فأنهد نهدة العضب الحسام
وكيف ومحتدي لأب همام
تحدر قبل من جد همام
يرى في العرب للإسلام ردءا
سواهم لا يقوم على قوام
فإن قيل العروبة طار شوقا
بريش من لظى الدمع السجام
(إذا قالت حذام فصدقوها
فإن القول ماقالت حذام)!
(3)
هذه اللوعة ،وهذا النوح الناري ذي اللظى المستهام يتعاظم لهبه دمعا يسكبه الشاعرليس بكاءا ولا فرارا من الهزيمة الحضارية التي مُنيت بها الأمة العربية إلى التواري خلف تاريخ الانتصارات ،ولكنه استنهاض للأرواح الخائرة من أجل التمسك بهويتنا التي إن ضاعت ضاعت حرمة أوطاننا كما هو مشاهد الآن،وشحذ الهمم هذا منهج في تلقي التاريخ وتفسيره قال به المؤرِّخ الفلسطيني الراحل قسطنطين زريق وقد أسماه بالتاريخ الحافز،أما الكلام عن الهزائم بمايقعد بالهمم في الحضيض الأوهد فقد سمّاه بالتاريخ العبء،وعسى أن يكون ذلك شبيها بما ذهب إليه أرنولد توينبي Arnold toynbiحين ذكر وميض الحياة في وصف الدول القوية ،والرماد حين تكلم عن الحضارة الآفلة،وينبغي أن يكون توينبي قد نظر في هذا الذي ذهب إليه إلى ابن خلدون،وهذا بعد مبحث طويل.
عاش فراج الطيب هذا التاريخ الحافز للهمم بمشاعره أحلاما مجنّحة سجّلها في مربد بغداد منتصف التسعينات بعنوان (رؤيا عربيّة على ضفاف الرفدين طبعة دار الأصالة بالخرطوم)  
هتفت بالمنقذ المأمول في حلمي
أهلا بمقدمك الميمون يا عمر
خرجت سيفا على الباغين منصلتا
سلاحه الجدُّ والتصميمُ والقترُ
سيفا من الله نصر الله جَّرده
فليس يُغمدُه ُجنٌّ ولابشرُ
وكان قدأشارإليها قبل في مربدية(دار السلام تحية وقضية)فإذا علمت أن "دار السلام"من أسماء بغداد انتقل المشهد في ذهنك إلى أرض السواد كما كان العرب يسمون العراق ،وقدأثبت هذه التسمية حديثا الروائي العراقي عبد الرحمن منيف في روايته"أرض السواد"وعسى أن يكون سبب هذه التسمية انتقال لون الأرض    المصفربلون رمال الجزيرة لدى المسافر إلى أرض العراقين(الكوفة والبصرة) المسودة بالري من ثرى دجلة وطمي الفرات ومابينهما من باسقات النخل،والنخل أصل طينته من طينة بني آدم كما دل على ذلك الحديث الصحيح.
المشهد في عراق اليوم حرق وهدم أعاد بغداد إلى عصور الفتنة أيام ثورة الزنج وغيرها بعد انهيار دولة بني العباس في قلعة الحصون(بغداد).
تغيرت الخارطة الديمغرافية(السكّانية)وحلّ بها الشيعة والأمريكان في حقدهم على أهل العراق،وهذا المشهد يؤكد ماتعيشه الحضارة العربية من تحد إثر حرب الهوية التي تشعل أوارها ثقافة العولمة في أكبر خيباتها(CLASH OF CIVILIZATIONصراع الحضارات)وهنا ثمة تشابه بين مشكل الهوية في البلدين السودان والعراق.والقصيدة بعد ليست بعيدة عن المشهد السياسي،سيما أن الشاعراستعار لها لفظة "القضية"،وهي بذات الوقت شحنات عالية الوجيب،وشذرات من قضايا وهموم يصف الشاعر أنها نفذت إلى عظامه واخترقته اختراقا في غزو حضاري وانسلاخ عن الأصالة بفعل يد الإعلام المنهزم المتغرب والمنسلخ:
يد الإعلام تهدم مانعلي
وهل يعلو البناء بالانهدام؟
وباسم الفن كم باعت رجال
كرائمها ببخس من حطام
وباسم الفن نُغزَى كلَّ يومٍ
بعقر بلادنا غزو انتقام
وتسلبنا مناقبنا جهارا
دهاقنة الفساد والاخترام
وباسم الفن ننشر للبرايا
مخازينا الشبيهة بالقمام
وباسم الفن نشحذ ناب ذئب
ليرتع مايشاء مع البهام
وباسم الفن تدعونا البغايا
لنشفى بالسمام من السمام
وباسم الفلكلور نعيد جهلا
مشاهد من رذائلنا الرمام
 ولم لا؟ والعرين بلا أسود
ينهنه زأرها اللبأ الظوام
ولم لا؟ والثعالب صرن أسدا
مزيفة النهيت والاهتزام
وقد مسخ الليوث ظباء قاع
فلم نمز الزئير من البغام
إنه شعر يوقظ في حس المسلم فطرته المؤمنة،ويحيي فيه موات نخوته المنبعثة من أصل الدين وتقاليد الأكرمين،وتضع المتاريس العتيّة أمام رياح العولمة التي تقتلع اقتلاعا وتمسخ مسخا:
نقلدكل خنزير وضيع
تغذى بالشنار وبالأثام
هذه بعض اتجاهات الشعر والمكنون الفكري  لدى فراج الطيب كما فهمته، و الذي تنبعث منه روح الشاعر الخالدة،وهي واشية بقيمة "الالتزام"و"المنتمي" حادّ الانتماء لذاته الشاعرة أول شيئ ،ثم لقضيته واضحة القسمات قوية الأثرعلى حياته مبدعا وعالما.
(4)
الأحلام والرؤى التي أنتجت فراج الطيب شاعرا،هي ذاتها التي أبدعته ناقدا ورسمت ليس فقط رؤيته للحياة وتقييمه الأشياء،وإنما حددت- من زاوية كاملة كثيفة التناظر-اتجاهه الفني ناقدا تفرض عليه حيادية المعرفة أن ياخذ الأموركما تبدو في الواقع المنهزم بلا تزيين ولا تزييف تمده تلك (القيميّة)الملتزمة ربما إلى حد التزمت حين اشتد هذا الوتر الحالم في جوانحه وأعطافه فبلغ ذروة الذهول الفني  الذي أودى بحياته إنسانا استأصله الموت لكنه أبقاه شاعرا ذا بصمة غائرة العمق جدا في الالتزام الفني،تمنعه من الإذعان للواقع في قضية الشعر المنثور- مثلا- فرمى بقوسه الناقدة نزار قباني بأنه اهتَرَّ!!،وذلك حين صدح نزار في المربد:
قل لأخي في بغداد أن يتبغدد
فقال فراج:"كيف يدعى الأصيل لينتسب؟" كيف يقال للبغدادي أن يدعي أنه من بغداد؟وعسى أن يكون ذلك من كراهته زيف الانتماء بقوله:
وَأجَّجَ فيَّ عشقَ العُرب صِرفا
بلا زيف انتماءٍ واتِّهام
ثم نقده سعاد الصباح في كلمتها :
اعطني خوذة جندي عراقي
وأحسب أن  منطلق فراج الطيب النقدي قائم أساسا على مذهبه في الشعرذي القالب الرصين ،وأن أدب الحداثة إنما هو صادر عن ذوق أعجمي جلبه إلينا من رضوا أن يخلعوا الثوب الأصيل ويسدرون في عماء:
وفدم ذمني إن قلت شعرا
على النهج العروبي القدام
فقلت:إليك إني بعد فحل
ينافح بالضراب وبالكدام
ولمايعدني معدى فريق
أصيبوا بالخصاء وبالفصام
فهم في العرب إن قيل انتماء
وهم في العجم في يوم التسامي
فيشنؤني وأشنؤه ويبدي
قبيح ريائه :حسن ابتسامي
وأنهم أسارى كل صوت
دخيل أخضر العينين صامي
لقد ألفوا النعيق فلم يعودوا
ذوي سمع لتسجاع الحمام
وقد قتلوا الفحولة حين هاموا
بأغلف ذي التياث وانبهام
فجاءوا الشعر ممسوخا خصيا
بكيم الجرس ،مطموس النظام
وقالوا إنه التجديد..تعسا
لتجديد الخصي المستضام
لعا للسان يعرب! كم تهاوت
به كبوات ذي كلم عقام
وأين الشعر يجلوه( ابن هاني)
خرائد يعربيات الوسام
لبسن بهاءهن شفوف وشي
غنين بزينهن عن الوشام
وأورثن الجزالة عن جدود
خضارمة،خلاجمة،عظام
هم اللسن الفصاح إذا تبارت
فحول القول في سوح الكلام
بني بغداد إن الشعر لمح
يشير إلى التمام بلا تمام
(5)
قضيتان أخريان جديرتان بالدرس في أدب فراج الطيب،هما:
*هل كان فراج الطيب مثقف سلطة؟
*وماهي مصادر الذخيرة اللغوية الحية في كل من شعره،وبرنامجه "لسان العرب"الذي أخذ اسم المعجم اللغوي الضخم المعروف بلسان العرب للعلامة ابن منظور الأفريقي المصري؟
أما فراج الطيب والسلطة، فلا أحسب - بل من المحسوم- أن فراج الطيب لم يكن يمت إلى اتجاه سياسي بعينه،كما لم يكن من الناشطين في السياسة،وإنما كان رجل علم من الطراز الأول،وهب عمره للشعر والأدب،وعاش بروحه  في أزمنة من الأعصر القديمة المليئة  بالملاحم والمجد والمفاخر،ومشى مع "جرول بن أوس"وغنى مع" ابن هانئ"وطرب" للشنفرى" الطرب كله،وكان مع ذلك يرى أن المجد المؤثل الذي أحرزه "الخلاجمة الأول" في المنجز الحضاري العربي لابد أن سيعود فانخرط إثر ذلك في حلم سماوي ملك أقطار نفسه، فكانت رؤاه العمرية التي انتظر فيها عادلا في عدل عمربن الخطاب لينقذ المشهد المأزوم،ويخرج بالناس من المأزق،حتى هتف به في الحلم وعاينه في الرؤى:
أهلا بمقدمك الميمون يا عمر
وليس بعمر معين ،يشهد بذلك تاريخ القصيدة فقد قيلت بالمربد سنة 1988م،وانقلاب" الإنقاذ" العسكري إنما كان بعد ذلك بعام كامل1989م،ولكن الوتر المشدود الذي أرق مضجع الشاعر وأزه أزا،كان نشدانه العدل،تلك القيمة الباذخة المطلقة المفقودة التي لانجدها إلا في صحائف التاريخ:
ويركب من مخيلته براقا
حوافرها مضيئات الحوامي
تطير بأجنح بيض الحواشي
 موائر متجيشات العرام
لمحت بها الخلائق من معد
تخر لها جبابرة الأنام
وقد بسطوا على الدنيا جناحا
أضاء شعاعه حلك الظلام
فما هرون مالمأمون إلا
منائر من حضارات ضخام
أما الذخيرة اللغوية لدى فراج الطيب فهي حية بحياة اللسان العربي المحفوظ في الكتاب المحفوظ،ولهذا كان فراج كثيرا ما يستشهد بقول الشاعر:
المرء حي من حياة لسانه
فإذا أُبيدَ من لسانهِ أُبيدا
وكانت جولات فراج الطيب  في كتب اللغة قديما وحديثا رافدا له في كل انتاجه الأدبي المنظوم، والمنثورالمسموع في الإعلام بالإضافة للموروث الذي تلقّاه في حلقات الدرس التي نهل فيها من علم والده الشيخ الكبير،وهذا مبحث طويل"أثرأدب الشيخ الطيب في شعر فراج"،ولعل الدراسة التي أصدرها شقيقه الأستاذ حديد الطيب السراج سنة2000م بعنوان "الشيخ الطيب السراج،لمحات من حياته وشعره أشارت إلى هذا فتأمل.
وإذا كانت اللغة العربية الآن تمر بمرحلة خطيرة من مسارها الحضاري وبضعفها الذي تعانيه من جراء الاستضعاف الذي تتجرعه الأمة بأجمعها فإن فراج الطيب قد انتصر بها وانتصر لها لأنها  بحق تمثل سياج هويتنا:
أفي صحو أنا أم في منام
أحقا هذه دار السلام؟
أتحت لوائها أحدو ركابي
وفوق فنائها ألقي ذمامي؟
ألم تك فيض أحلام وضاء
زحمن خواطري منذ الفطام
تغني الحزن والفرح المرجى
على الأعوام عاما بعد عام
تشوف موحش المثوى شريد
إلى الوطن المؤمل والمقام
أأخطر في ثرى الزوراء زهوا
طليق العشق مشبوب الغرام
وفي جنبيّ أشواق ظماء
 يكدن يطرن من فرط الهيام
تجيش بها رباباتي لحونا
مجرَّحة مدامعها هوامي
*******                             ********
أولاك العُرب حين العُرب كانوا
حماة الناس في الزمن العقام
حماة الدار حصن الجار
 غيثا لدى الأعسار غوث المستضام

فرغ منها:الإثنين 24/9/2007م ،وأودعت صحيفة السوداني بذات التاريخ حين الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر الفقيد  رحمة الله عليه.




              





                                                                                   



              

هناك تعليق واحد:

  1. عليك الرحمات ما أفصح الضحى وما سمع الهديل على كل فرع

    ردحذف